[center][CENTER][CENTER]
[SIZE=200]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[/SIZE]واحترتُ و لَم أدرِي ماذا أقُوُلُ؟!الحبُ شجرةٌ طيِبةٌ كرِيِمةٌ , ظِلالُهَا ورافةٌ و جُذُورِهَا عتِيِقةٌ ضارِبةٌ فِيِ[/center][/CENTER] [center][CENTER]
نفُوسِ المُحبِيِن.
رِيِحُهَا الرحمةُ و أوراقُهَا العطاءُ و ثِماَرُهَا دمُوُعُ فرحٍ و زغارِيِدً
و ابتهال إلي المولَي عز و جَل , بأن يزِيِد و يُجزِلُ العطاءَ لذلِك الخلِيِلُ الحبِيِبُ.
هّذا هُو الحُبُ فِي معناهُ العَامفمَاذا لو كَان حُبُ الوالِدينِ للأبناء, قُرة الأعينِ وفلذاتُ الأكبادِ؟!
حُبُ الفطرةِ و الغرِيِزةِ, الذِيِ يُوجدُ و يولدُ قبلَ المخَاضِ
وقبلَ الصرخةِ و البُكاء.
هَذَا الحُبُ الغالِي الثمِيِن, الذَي لا يُقدرُ باِلمالِ و لا بالأثمانِ
يتحوَلُ فِيِ بعضِ الأحيانِ, إلي قسوةٍ و ظُلمٍ و جرُوحٌ غائِرةٌ
لا يُبرِيِهَا طِبٌ و لا دواءٌ و لا طبِيِبٌ.[/center][/CENTER] [center][CENTER]
يتحولُ هَذَا المعنَي السامِي النبِيِلُ, إلي يَدٍ تهدِمُ و تَبيعُ و تَقبضُ الأثمانِ.
[B]و لكَم عجِبتُ و تألمتُ و بكَيتُ , مِن هكَذا أباءِ, رأيتُ و سمِعتُ الكثِيِر مِن[/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B] تِلكَ القلُوُبُ القاسِيةُ.و احترتُ و لَم أدرِي ماذا أقُوُلُ؟ !
في هذا الذِي أثرَ أحدُ أبنائِهِ, و قربهُ و فضلهُ و أعطاهُ, و حرَمَ سِواهُ مِن الحُبٍ[/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B] و الحنانٍ أو حتي مِن الثروةِ و المالُ.
و قَد جاءَ فِيِ الحدِيِثِ, عَن عامِر قال:
سمِعتُ النُعمان بن بشِيِر رضِي اللهُ عنهُ و هُو علَي المِنبرُ يقُوُل:
أعطانِي أبِي عطِيةٌ , فقالت عَمرةُ بِنتُ رواحةَ: لا أرضَي حتى تُشهِدَ رسُوُلُ الله
صلي الله عليه و سلم
فأتَي رسُوُل الله صلي اللهُ عليه و سلَم , فقَال إنِي أعطيتُ ابنِي مِن عمرة[/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B] بنتُ رواحةَ عطِيةً
فأمرتنِي أن أشهِدُكَ يارسوُل الله , قال أعطيتَ سائِر ولدِك ) قال : لا
قال : ( فاتقُوا الله و اعدِلُوا بينَ أولادِكم )
قال : فرجعَ فردَ عطِيتهُ.( صحَيح البخاري2587 )احترتُ و لَم أدرِي ماذا أقُوُلُ؟ !
في هذا الذي قهَرَ أبنائِهُ وعذِبهُم و أسرَهُم, شدَ وِثاقَهُم بالسلاسِلِ وبالأغلال
حرقهُم بالنارِ , و حرمهُمُ الطعامُ و الشرابُ, لَم يرِقَ قلبهُ لضعفِهِم [/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B][B]و قِلةَ حيِلتِهِم.و نسِيِ أن مَن لا يرحمُ لا يُرحَمُ , و أن عينُ اللهِ لا تنامُ و أنه سُبحانهُ و تعَالَي
قوِيٌ عزِيِزٌ ذو انتقام.و قَد جاء في الحديث:أن الرسول صلي الله عليه و سلم , قبَلَ الحسنُ بن علِي و عندهُ الاقرعُ[/B][/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B][B] بن حابس التميمي
جالِساً, فقال الاقرع إن لِي عشرةُ مِنَ الولدَ مَا قبلتُ مِنهُم أحد.
فنظَرَ إليه رسول الله صلي الله عليه و سلم, ثُمَ قَال : ( مَن لا يَرْحَم لا يُرْحَم )( البخاري5351 )احترتُ و لم أدرِي مَاذَا أقُوُل؟!فِي هّذَا الذِي حرَمَ ابنتَهُ الزواجِ, طمعَاً فِي كدِهَا و تعبِهَا و عرقِ جبِيِنُهَا.
أو هَذَا الذِي, زَوَجَ ابنةُ الثامِنةُ عَشرَ ربِيِعاً مِن ذلِك الشيخُ الضرِيِرُ الذَي جاوزَ
مِن العُمُرِ الستِيِن, فهَربت تِلكِ المِسكِيِنةُ , و تاهَت فِي القُرَي و فِي الجِبالِ.هَامَت عَلَي و جهِهَا , خائِفةٌ تَشكُو إلي ربِهَا و تدعَوُا علَي مَن ظلمَهَا.
جَرَ علَيهَا أقربُ الناسِ إليهَا ويلاتُ الفضِيِحةُ و الخِزيُ و العارِ,و هِي مُنكسِرةٌ
بائسةٌ لا حولَ لهَا و لا قُوة.وقد جاء فِي الحدِيِثِ :أن رجُلاً زوَجَ ابنَتهُ و هِي بِكرٌ,مِن غيرِ أمرِهَا :فأتَت النبي صلي الله عليه و سلم , فَفَرَقَ بينهِمَا( أخرجه النسائي )احترتُ و لَم أدرِي ماذا أقُوُلُ؟![/B][/B][/center][/CENTER]
[B][B]فِيِ هؤلاءِ الذِيِن تاجَرُوَا بأجسادِ بناتِهِِم, و فَرشُوا لهُم طرِيِقَ الشيطانِ بالوردِ[/B][/B][center][CENTER]
[B][B][B] و الرياحِيِن
صفَقُوا لهُم و هُم يدُوُسوُن و كُل مَن حولِهِم, يدُوسُونَ عَلَي العِرضِ و الشرفِ [/B][/B][/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B][B][B]و الكرامةِ.أضاعوها فِيِ دُنياهَا و أخِرتُهَا , و مَا فعَلُوا هَذَا, إلا لتأتِي لهُم بِالقُصُوُرِ
و بالرفاهِيةِ وبالأموالِ.حَتَي الأطفالُ أحبابُ اللهِ , لَم تشفعُ لهُم برأتهُم
و لَم ينجَوا مِن براثِنِ هَكَذا أباء. قذَفُوا بِهِم فِي الشوارِعِ و المراقِصِ , وفِي كُلِ طريِقٍ خرِبٍ مظلِمٍ.
هيئُوُهُم و صقَلُوُهُم , و جعَلُوا مِنهُم سِخرِياً لِجنيِ الأرباحِ و الأموالِ.فأينَ كُلُ هؤلءِ مِن قولِه جلَ و عَلا:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا
مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) و قَال تعالي( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ [/B][/B][/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B][B][B]سَاء مَا يَزِرُونَ )احترتُ و لَم أدرِي مَاذا أقُوُلُ؟!فِيِ هؤلاءِ الذِيِن , تراشَقُوا الإتِهماتِ و الشتمَ و السِبابِ , و كشفُ ما أمَر اللهُ
أن يُستَرَ بينَ الأزواجِ.كُلُ هَذَا علَي مرآي و مسمعِ الأبناء.و ينتَهِي الأمرُ أن يُوجهُ الإتِهامُ إلي الأبناء , بأنهُمُ هُمُ السبَبُ فِي الإبقاء [/B][/B][/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B][B][B]علَي هَذَا الزواجِ.
و لا مانِع أبداً أن يذهَبَ كُلٌ فِيِ طرِيِقٍ, يبحَثَ عَن أخرٍ يجِد معَهُ الراحةُ و الهنَاءُ.و لَن نهتَمُ لأمرِ هؤلاءِ الأبناء.فكَيفَ باللهِ قَسَت هذِهِ القُلُوُبُ؟!أينَ هِي تِلكَ الراعِيةُ اللاهِيةُ المُنشغِلةُ, بالتجمُلِ و بالصدِيقاتُ و إقامةُ الحفلاتِ [/B][/B][/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B][B][B]و السهَراتِ؟!
و ذلِك الأبُ, المُنشغِلُ و المُهروِلُ لعِليةِ القومِ و الوُجهَاءِ, الباحِثُ الذِيِ [/B][/B][/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B][B][B]لا يكِلُ و لا يمِلُ
عنِ المالِ و الاستثمار , أينَ هُو عَن قُرةُ الأعيُنِ و خيرُ الاستثمار؟!نَسَوا كُلُ هَؤلاءِأن أبناؤنا هُم زِيِنةُ الحياةِ الدُنيَا وهُم أمانةٌ فِي أعناقِنَا , و إننَا لمُسائلُون عنهُمفِي يومِ الفصلِ و يومُ التغابُن.لَم يفطَنُوا أن اليومَ زرعٌ و غَداً حصَادٌ لِمَا زرعَت أيدِيِنَا. فالحُبُ يطرحُ حُباً, و القسوةُ تطرحُ قسوةً و عُنفاً
و مَن باعَ اليومَ , يُباعُ غَداً .
فلنَنظُر كيفَ نُربِي أبناؤنَا, و ليكُن عطاؤنَا صادِقاً خالِصاً لوجهِه تعَالي.عطاءً نُجزَي و نُثابُ عليهِ عظِيِم الأجرِ و جزِيِلُ الثوابِ, بإذن الله.أما أنَا فلِيطمئنَ قلبِي و لتجِفَ أدمُعِي , فإنِي لَن أقُولَ إلا كمَا قَالَ العلِيِمُ [/B][/B][/B][/center][/CENTER] [center][CENTER]
[B][B][SIZE=200][B]الحكِيِمُ جلَ جلالُهُ(.......آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ
إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً )سبحانَك اللهم و بحمدِك * اشهدُ أن لا إله إلا أنت * أستغفِرُك و أتوبُ إليك.[/B][/SIZE][/B][/B][/center][/CENTER][/CENTER]