بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله عز وجل يخبر عن نفسه فيقول: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) آل عمران ,فربما يضيق عقل بعض الناس عن فهم هذه الآية على ظاهرها,وبما أننا لسنا بحاجة للتأويل فكيف يكون الله خير الماكرين؟
المسألة سهلة بفضل الله, وذلك لأننا نستطيع أن نعرف أن المكر_من حيث هو مكر_لا يوصف دائما أبدا بأنه شر,كما أنه لا يوصف دائما وأبدا بأنه خير,فرب كافر يمكر بمسلم,لكن هذا المسلم كيس فطن ليس مغفلا ولا غبيا,فهو متنبه لمكر خصمه الكافر,فيعامله على نقيض مكره هو,بحيث تكون النتيجة أن هذا المسلم بمكره الحسن قضى على الكافر بمكره السيئ,فهل يقال : إن هذا المسلم حينما مكر بالكافر تعاطى أمرا غير مشروع ,لا أحد يقول هذا.
ومن السهل أن تفهموا هذه الحقيقه من قوله عليه الصلاة والسلام : ((الحرب خدعة)) أخرجه البخارى (3030)ومسلم(1739,1740).
فالذى يقال فى الخدعة يقال فى المكر تماما,فمخادعة المسلم لأخيه المسلم حرام,لكن مخادعة المسلم للكافر عدو الله وعدو رسوله هذا ليس حراما بل هو واجب
كل مكر المسلم بالكافر الذى يريد المكر به _بحيث يبطل هذا المسلم مكر الكافر_هذا مكر حسن,وهذا إنسان , وذاك إنسان.
فماذا نقول بالنسبة لرب العالمين القادر العليم الحكيم؟
_هاهو يبطل مكر الماكرين جميعا, لذلك قال : (وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ), فحينما وصف ربنا عز وجل نفسه بهذه الصفة وقد لفت نظرنا بأن المكر حتى من البشر ليس دائما مذموما, لأنه قال (خَيْرُ الْمَاكِرِينَ),فهناك ماكر بخير وماكر بشر ,فمن مكر بخير لم يذم ,والله عز وجل كما قال : (خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
وبإختصار أقول : كل ماخطر ببالك فالله بخلاف ذلك , فإذا توهم الإنسان أمرا لا يليق بالله , فليعلم رأسا انه مخطئ, فهذه الآيه هى مدح لله عز وجل وليس فيها أى شئ لا يجوز نسبته إلى الله تبارك وتعالى
((الألبانى))