بسم الله الرحمن الرحيم
إذا سأل زيد من الناس:ما الدليل على وجود الله ؟ فقال:وجود السماوات والأرض وهذا يكفى دليلا على وجود الله,واعتبر على أنه عرف الله معرفة صحيحة.فما الدليل الكافى شرعا؟
نعم من استدل على وجود الله ووحدانيته وعلمه وحياته وقدرته ورحمته وحكمته وغير ذلك من صفاته بما يشاهد فى السماوات والأرض من عجائب الخلقة وبدائع الصنعة,فإن هذا يكفيه دليلا ويعتبر أنه قد عرف الله معرفة صحيحة,فإن هذه هى الطريقة التى أرشد إليها القرآن الكريم,فهو فى معظم سوره_لا سيما_المكى منها,يدعو إلى النظر فى ملكوت السماوات والأرض,ويسوق الحجج والبراهين من هذه المكونات حتى يشاهدها الناس فى الآفاق وفى أنفسهم,ولعل أجمع آيه لذلك قوله تعالى من سورة البقرة: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
وأما الأدلة التى يذكرها علماء الكلام فى كتبهم فإنها لا تحصل الإيمان,بل تفسد الإيمان,وهيا أدلة لا شرعية ولا عقلية,فإن القرآن الكريم لم يرشد إليها,ولا نبه عليها ,وهي مع ذلك لا تتسق مع الفطرة السليمه,ولا تتفق مع العقول المستقيمة.
أما أدلة القرآن فهى أشفى وأهدى,وهى تلائم جميع العقول فلا يصعب فهمها على أحد,ومن إبتغى الهدى فى غيرها فلن يجد.
فتاوى محمد خليل هراس(ص:75,76)