الأيمان باليوم الأخر ( الجزء الثاني )
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ظرواهر الأنقلاب الكوني أو أشراط الساعة
إن لكل كائن حي كالأنسان والحيوان ، أو نام كالأشجار والنباتات علامات تظهر له عند دنو أجله ، وقرب ساعة هلاكه .
هذه أجزاء من الكون يسبق هلاكها وفناءها علامات ، تؤذن بقرب ذلك ، والكون - وهو كل - له حتما علامات تدل علي قرب فنائه ، ووقت دماره وخرابه ، قد جاء الوحي الإلهي يذكر تلك العلامات وبيانها ، ونبََََََهت الرسل عليها ، ولفتت النظر إليها ؛ تحذيرا وتعليما ، ففي القرآن الكريم يقول تعالى " فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغت’ فقد جآء أشراطها فأنى لهم إذا جآءتهم ذكراهم " ( محمد : 18 ).
ومن أشراطها التي جاء الوحي بذكرها : بعثة النبي محمد -ص- ، وأنشقاق القمر آية له عليه الصلاة والسلام ، أما بعثته -ص- : فقد كانت شرطا من أشراط الساعة ؛ لأن نبوته ختم الله تعالى بها سائر النبوات ، فلا نبي بعده ، وهذا إيذان بقرب نهاية الحياة حيث لم تتطبل الفترة المتبقية من عمر الحياة لقصر زمنها ، لم تتطلب تجديد التشريع ببعثة أنبياء آخرين ؛ ولذا قال الرسول -ص- في الصحيحين : ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) وأشار إلي إصبعيه السبابة والوسطى وقرن بينهما .
وأما انشقاق القمر : فقد كان شرطا من أشراط الساعة ؛ لأن الله تعالى ذكره مقرونا بالإخبار باقتراب الساعة ( سورة القمر : 1-3 )
نبدأ بعلامات يوم القيامة الصغرى : فهي كثيرة جدا ، وقد ظهر منها من يوم الإخبار بها إلي الآن عدد كبير وقبل ان نذكر بعض العلامات الصغرى ننبه إلي أن العلامات الكبرى أذا ظهرت آية منها تتابعت حتي لكأنها خرزات في خيط ، متي سقطت واحدة تتابع باقي الخرزات حتي تسقط عن آخرها في زمن وجيز محدود وبرهة من الزمن قصيرة ، كما أن العلامات الكبرى أولها ظهورا طلوع الشمس من مغربها لحديث مسلم في ( أن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة علي الناس ضحى ، وأيهما كانت قبل فالأخرى علي إثراها قريبا ) .
هذا ولنعلم هنا أن هذة العلامات الكبرى إذا ظهرت منها علامة أغلق باب التوبة علي الناس ، فلا يقبل إيمان عبد بعدها لم يكن قد آمن من قبل ، كما لا يقبل منه خير لم يقدمه قبل رؤية الآية وظهورها وهذا كما ورد في ( سورة الأنعام : 158 ) .
وهذا جدول بالآيات الصغرى ما ظهر منها حتي الأن وما لم يظهر منها بعد ، نقدمه كما ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم :
1- قوله في الصحيحين : ( لا تقوم الساعة حتي تقتتل فئتان عظيمتان ، وتكون بينهما مقلتة عظيمة ، ودعواهما واحدة ) هذه العلامة قد ظهرت كما أخبر بها رسول الله -ص- إذ المراد من الفئتين علّي ومن معه ،و معاوية ومن معه رضي الله عنهم اجميعين ، والمقتلة العظيمة كانت بصفّين .
2- قوله صلي الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتي يكثر الهرج ، قالوا : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : القتل القتل ) . وقد ظهرت هذه العلامة فعلا فإن الحروب التي تقع في هذه الظروف قتلاها لا يعدون بالعشرات ولا بالمئات ولا حتي الألوف بل بعشرات الألوف ومئاتها في حين أن قتلى حروب الأسلام الأولى التي كانت علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم -والتي دامت زهاء عشر سنوات- لم تتجاوز ألفين وخمسمائة قتيل حسب غحصائية وثيقة ذكرها غير واحد.)
3- قوله صلي الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتي ينحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتل الناس عليه ) ، وهذه العلامة لم تظهر بعد .
4- قوله صلي الله عليه وسلم : ( منعت العراق درهما وقفيزها ، ومنعت الشام مدها ودينارها ، ومنعت مصر إردابها ودينارها ، وعدتم من حيث بدأتم .... الحديث ) .
وهذه العلامة ظهرت كاملة ، فقد ذهبت الخلافة الإسلامية منذ زمن واستقل أهل العراق بعراقهم ، وأهل الشام بشامهم وأهل مصر بمصرهم ، وانقطع ما كان يأتي أهل الحجاز من تلك البلاد وعاد الأمر في الحجاز كما كان قبل فتح تلك البلاد ، وفي هذا الحديث آية من اعظم الآيات علي صدق نبوة محمد صلي الله عليه وسلم وثبوت رسالته ؛إذ أخبر بهذا الغيب والإسلام لم يتجاوز أرض الجزيرة العربية ، فأخبر بأن العراق والشام ومصر ستفتح وتكون دار إسلام ويأتي منها الخير الكثير لأهل الحجاز ثم بعد ذلك يطرأ عليها ما يجعلها تمنع ما كانت تعطيه لأهل الحجاز ، فتم كل ذلك حرفيا.
فصلى الله وسلم علي محمد نبي الله ورسوله صدقا وحقا . ويا خيبة من كفر به ولم يتبعه فيما جاء به .
5- قوله صلي الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتي يخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى ) وقد ظهرت هذه العلامة كما أخبر صلي الله عليه وسلم فقد احترقت الحرة الشرقية من المدينة النبوية ، واستمرت النار ملتهبة فيها مدة طويلة ولهبها يرى من بصرى الشام وما زالت حجارتها سوداء كالفحم الي الان .
.,.,.,.,.,.,.,.,.,. أتمني ان تستفيدوا بهذا الموضوع والي اللقاء مع بقية علامات يوم القيامة الصغرى .,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.
لا اله الا الله سبحانك اني كنت من الظالمين
|