لقد ثبت بالتجربة والملاحظة أن خللا بسيطا يقع في جهاز ضخم كطائرة ( الكونكورد ) الفرنسية البريطانية ، أو كبناية كبرى كناطحات السحاب الأمريكية قد يفسده ويدمره فيحيله إلي خراب ودمار . وكذلك الحال بالنسبة إلي عقيدة القضاء و القدر ، والإرادة والمشيئة إذا وقع فيها أدني انحراف ، وبأي وجه ، أو صورة أوقع صاحبه في ضلال وخطأ لا حد لهما .
أن من الناس الذين يجهلون عن كون القدر هو نظام الحياة الذي يحكمها من نواتها الي نهايتها قد ضلوا ضلالا كبيرا فلا يجوز للعبد ان يعترض عليه كما لا يجوز الاحتجاج به أو الاتكال عليه هذا هو الحق ، وماذا بعد الحق إلا الضلال ؟؟.
أو كانوا ممن جهلوا أن إرادة الله تعالى - ومشيئته منها - تنقسم إلي ( إرادة كونية قدرية ) ، وهي تلك التي يناط بها تكليف الإنسان ، ولا إثابته ولا معاقبته ، وهي الإرادة التي كان بها القدر ونظامه . والتي لا حق الأنسان أن ينظر إليها بغير عين الرضا والتسليم ، وإلا أصبح محاربا لله ، معارضا لنظامه ، يدعي السمو إليه ، والتعالي عليه ، وهو مخلوقه الذي لا غنى به عنه حتي في انفاسه التي يرددها ، والهواء الذي يتنفس فيه وغير ذلك .
وإلي ( أرادة شرعية دينية ) وهي التي أناط بها الله تعالى بها تكليف الإنسان ، وثوابه أو عذابه ، وهي التي يجب علي العبد أن ينزل عليها ، ويطيع ربه فيها كما يحرم عليه التمرد عليها والخروج عنها وهي التي نزلت ببيانها وتفاصيلها كتب الله تعالى وبعثت الدعوة إليها وتعليمها رسل الله عليهم السلام . وهي جميع ما شرع الله تعالى لعباده من عقائد وعبادات وأحكام و حدود وآداب ومحاسن وأخلاق وهي التي من أجلها منح الله تعالى العبد ما منحه من قدرة و إرادة ومشيئة واختيار ليبتليه مختبرا له أيستجيب لما أراده ربه منه وشاءه له من عبادته وطاعته ؟ أم يرفض الاستجابة ، فلا طاعه ولا عبادة ؟!!! .
وأما الإرادة الكونية القدرية والتي سبق بيانها : فإن الله تعالى لم يجعل للعبد قدرة علي الخروج عنها والتمرد عليها بحال من الأحوال لأنها لا تتعلق بأفعال العباد الإرادية الاختيارية التي هي التكليف والجزاء إلا من حيث إنه تعالى شاءها أن تكون أزلا كذلك . وزيادة في الإيضاح للإرادة الكونية التي لا يمكن للانسان الخروج عنها نقول : فهل للانسان ان يرفض ان يكون ذكر اذا كان انثى او العكس ؟ او يرفض ان يكون اسود اذا كان هو ابيض او العكس ؟ وغيرها من الأسئلة والجواب هو لا ، ولم ؟ والجواب : أن إرادة الله تعالى الكونية لا يعصى فيها ولا تتخلف بحال من الأحوال ؛ لأنها مناط نظام الكون وآية الربوبية .
لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى