أصبحت ظاهرة شيب الرأس المبكر من أكثر الظواهر التي تؤرق الشباب في الوقت الحاضر بل وأكثرها انتشاراً وفى نفس الوقت لا يمكننا القول بأنها ظاهرة غير صحية .
عندما يتحول شعر الإنسان إلى اللون الأبيض أو الرمادي في مرحلة متقدمة من عمره سيتم النظر إليها على أنها ظاهرة طبيعية مرتبطة بالتغيرات التي تحدث للإنسان عند هذه المرحلة العمرية الجديدة .
أما إذا حدث ذلك في سن مبكرة ونقصد سن العشرين، فهو بالشيء الذي يدعو إلى الدهشة . يتساءل البعض عن الفترة التي يستغرقها الشعر لكي يتحول إلى هذا اللون الجديد، وهو الأمر الذي يصعب تحديده ومعرفته على وجه الدقة لأنه يحدث تدريجياً على أشهر أو سنوات عديدة بل وعقود (عشرات من السنين ) ويقترن ملاحظة شيب الرأس ( أو الشعر الأبيض ) بدرجة دكانته .. وتفسر هذه الظاهرة على النحو التالي :
- هو توقف بصيلة الشعر عن إنتاج المادة التي تكسب الشعر لونه الطبيعي سواء الأسود أو الأشقر، حيث نجد العديد من الشباب يتحول لون شعرهم كلية إلى اللون الأبيض في سن العشرين، في حين يحتفظ أشخاص آخرون باللون الأسود للشعر حتى بلوغهم سن الستين والسبعين .. ويمكننا القول بأن العامل الوراثي له دخل كبير في ذلك .
- والشيء الذي لا يعرفه الكثير منا أن الشعر لا يتحول إلى اللون الرمادي، بل هو شعر ينمو من بصيلات جديدة تحل محل بصيلة الشعر الأسود لأن شعر الإنسان يتساقط كل يوم ويحل محله خصل جديدة في نفس المكان وتتحكم مادتان أساسيتان في لون الشعر وهما مادتي: - الميلانين (Melanin) و الفيوميلانين (Pheomelanin) بالنسبة لمادة الميلانين، فهي مسئولة عن اللون الأشقر والبني والأسود للشعر ويعتمد ذلك على مدى تركيز الصبغة في الشعر. أما مادة الفيوميلانين، فهي مسئولة عن اللون الأحمر واللون الشبيه بالأحمر في الشعر الأشقر والبني والأسود ..وعندما يتوقف الجسم ( وذلك مع تقدم السن ) عن إفراز هذه الصبغات التي تكسب الشعر ألوانه المختلفة، يتحول الشعر إلى اللون الرمادي الأبيض وهذا مازال سراً من أسرار عالم الشيخوخة الغامض، ونفس الشيء بالنسبة للشاب الذي يتعرض لشيب الرأس في سن مبكرة. لكن الشيء المثير للدهشة، أن الأشخاص الذين يتعرضون للعلاج الكيميائي ولهم شعر رمادي فعند تساقطه لتأثره بهذه المواد الكيميائية، فإن الشعر الجديد الذي ينمو يرجع إلى لونه الأصلي ولم يستطع أحد أيضاً تفسير هذه الظاهرة حتى الآن .. ويكون الحل عند بعض الأشخاص استخدام صبغات الشعر.