المياه : أيها تفضل :معدنية أم بالصنبور..؟!
ازداد في الآونة الأخيرة الإقبال على استهلاك المياه المعدنية المعبأة في عبوات بلاستيكية زجاجية في أنحاء العالم كافة، خصوصا أنه يسهل تناولها وحملها في أي مكان خلال العمل أو الرحلات أو أي مناسبة أخرى، ومع ازدياد الإقبال عليها أخذت مصانع المياه المعبأة على عاتقها تلبية تلك الطلبات المتزايدة، في الوقت نفسه الذي تعالت فيه أصوات العديد من الناس الذين طالبوا بالتأكد من سلامة المياه المعدنية ومطابقتها لمواصفات ومقاييس الجودة العالمية.
ولكن هل هناك فروق حقيقية بين مياه الصنبور التي تصل منزلنا أو مياه الأمطار من جهة وبين المياه المعدنية المعبأة في قوارير زجاجية؟ قبل الإجابة نشير إلى أن الأمريكيين وحسب آخر الإحصاءات يستهلكون مليارين من عبوات المياه المعدنية سنويا، ويعرف مفهوم المياه المعدنية بأنه أي ماء لا يحوي عموما مواد مضافة ومخصص للاستخدام البشري.
وتصنف إدارة الأطعمة والأدوية الفيدرالية (FDA) المياه المعدنية كطعام، وحسب أحكام تلك الإدارة وقوانينها فإنه يجب إخضاع منتجات المياه المعدنية للفحوصات المخبرية سنويا للتأكد من خلوها من أي ملوثات أو مضافات فوق الحد المسموح به وهي تشمل الأصناف الآتية: - الكيماويات غير العضوية، مثل الباريوم والكادميوم والرصاص والزئبق والنترات.
مبيدات الأعشاب والآفات وتضم مجموعة واسعة جدا من الكيماويات العضوية التي تشمل الفينيل الثنائي المكلور المتعدد ويطلق عليه اختصارا (PCB). - الكيماويات العضوية المتطايرة، مثل البنزين (منتجات الجازولين) وغيرها. - المكونات المشعة مثل الراديوم. - باكتيريا قولونية الشكل، وهي عبارة عن كائن عضوي دقيق يدل على احتمال وجود باكتيريا أخرى مسببة للمرض.
شروط البيع: إضافة لذلك فإنه يتم إجراء اختبارات تحليلية على المياه المعدنية من أجل معرفة الملوثات الجمالية مثل الحديد والزنك والكبريتات أو الكلوريد، وكذلك الخصائص الطبيعية الأخرى التي قد لا تسبب خطرا صحيا مباشرا، ولكنها تؤثر سلبيا على التذوق والرائحة وشكل المياه، وتطلب الكثير من الإدارات الفيدرالية الرسمية كشرط لبيع المياه المعدنية في مختلف الولايات الأمريكية إجراء اختبارات للتأكد من خلو المياه من أي ملوثات وتقوم بالشيء نفسه إدارة اتحاد المياه المعدنية العالمي (IBWA).
وتصنف المياه إما معدنية أو مياه للشرب وتعبأ في عبوات صحية ممهورة بشعار الشركة المنتجة ومن ثم تباع للاستهلاك البشري، ويشترط ألا تحتوي المياه المعدنية على أي نوع من المحليات أو المواد الكيماوية المضافة، كما يجب أن تكون خالية من الكلور والسكر، ويمكن إضافة النكهات المستخرجة من التوابل أو الفاكهة للمياه المعدنية ولكن بنسب لا تتجاوز ١٪ من وزن المنتج النهائي.
وقد تكون المياه المعدنية خالية من الصوديوم أو تحوي كميات قليلة جدا منه.
وبالطبع فإنه ليس بالضرورة أن تتوفر تلك المواصفات نفسها في المياه التي تصل لمنازلنا عبر الصنبور أو أن تحتوي على الشروط نفسها الواجب توفرها في المياه المعدنية، ويبدو أن هناك أسبابا معينة تدفع بعض الناس للإقبال على المياه المعدنية وتفضيلها على أنواع المياه الأخرى، منها مثلا أن المياه التي تزود بها بعض المناطق وخصوصا ضواحي المدن والمناطق النائية يعتقد أنها ربما لا تكون مطابقة لشروط نظافة المياه الصحية أو للمواصفات المطلوبة، كما أن عناصر أخرى مثل المذاق والرائحة واللون تلعب دورا في العزوف عن مياه الصنبور إذ قد تحوي كميات زائدة من الكلور والكبريتات والحديد والمنغنيز التي تؤثر في مذاق وطعم وشكل ورائحة تلك المياه، إضافة إلى احتمالات انقطاع المياه عن المنازل لأسباب مختلفة وربما تكون هذه المياه قد تعرضت للتلوث أيضا.
وعلى الجانب الآخر فإن آخرين لا يفضلون اللجوء لاستخدام المياه المعدنية بسبب تكلفتها ماليا فضلا عن أنها قد لا تلتزم بالشروط الصحية المطلوبة، كما أن مياه المنازل تحتوي على مادة الفلورايد التي تساعد في تحسين صحة الإنسان وتساعد الأطفال على نمو أسنانهم، ولذلك فإن اختصاصيي التغذية ينصحون الأطفال الذين يتناولون المياه المعدنية باستخدام معجون أسنان يحتوي على مادة الفلورايد غير الموجودة في هذا النوع من المياه، أو البحث عن أي منتجات تحتوي على تلك المادة إضافة إلى أن بعض المصنوعات البلاستيكية التي تعبأ بها المياه المعدنية قد يكون لها تأثير في طعم المياه ولونها.
وهناك عدة بدائل يمكن اللجوء إليها لاستخدام المياه المعدنية، لعل أهمها وأسلمها فلترة مياه الشرب أو ترشيحها عن طريق أجهزة معينة مخصصة لهذا الغرض، إذ إن ذلك بلا شك أقل كلفة مالية من شراء عبوات مياه معدنية.